تناقضات ذاكرة مغتربة ...

20.2.12

كبرنا

قبل عدة سنوات ...
كنا نسعد جدا لسماع خبر خطوبة احدى صديقاتنا  .. كنا نتصل بها فورا و نطالب بمعرفة لماذا و اين و متى و كيف! ثم نتحدث عن مشاريعها و خططها المستقبلية مع سعيد الحظ .
وبالتدريج .. وعندما ازدادت الخطوبات و الأعراس .. تبدد الشعور بالفرحة العارمة و المفاجأة .. بشيء من الحزن .

ليس الحزن لأننا سنفارق بعضنا , لا أظن بأن هذا سيحصل - لكن الحزن لأننا... كبرنا!
كبرنا بدون ان نترك في طفولتنا اثارا .. ولا تركت الالوان اثارها على ايدينا .. ولا تركت جروح الشارع وكرة القدم ذكرى بأقدامنا.. ما عدت ارانا نبكي ثم  نبتسم كلما اخفقنا في صنع مجسم لبناية.. ولا عدنا نضحك ضحكا هستيريا قبل امتحان نصف السنة لاننا لا نذكر من المادة شيئا!
اين رحلنا عنا ؟ و متى سنجدنا؟

اعلم بان هذه هي "سنة الحياة" كما يقولون , وأدرك انني ربما اشتاق لاشياء لو عادت لن تعني لي شيئا..فعندما تجمع نفس الاشخاص في نفس المكان مكررا تفاصيل الذاكرة ..لن تستعيد الشعور الذي كان يغمرك
فالسعادة التي عشتها هناك و حينذاك لا يمكن ان تستنسخ .. لك فقط ان تصنع سعادات أخرى.

عسى الله ان يجعل ايام صديقاتي سعادة .. وذكريات :)

تناقضات غربة

هناك تعليقان (2):

  1. موضوع مؤثر يبدو اننا نحن بقايا العزاب لدينا شعور موحد يصب في هذا الاتجاه .. احساس اننا كبرنا اكثر من اللازم وما بعد راح نستعيد الذكريات الجميله ونبدأ بالفقدان ويزداد الشعور بالوحده وهو ابشع شعور ممكن يتخيله الانسان .
    تقبلي مروري

    ردحذف
  2. بقايا عزاب فعلا !
    اسعدني مرورك

    ردحذف