تناقضات ذاكرة مغتربة ...

24.3.13

رغبة جامحة ... في الصراخ



هانت الدنيا علي يا امي 

فقدت الرغبة على النطق والكلام و الحلم .. فقدت الشغف الذي كان يحركني للأفضل , فقدت القدرة على التركيز
لي رغبة ملحة في الصراخ .. في تعنيف هذا الزمن الذي أفضى بي الى غربة كهذه ... الى منفى لا يعرف معنى للوطن , لا يفهم مفردة بنيت حولها مدن و أعمار, مفردة أزهقت أرواحا و احلاما و اماني , مفردة احتوى معناها الخبز و الأرض و الحب و الحرب و طردتنا نحن من محتواها ...
مفردة شردتني يا أمي .. ما الحل؟ 

لي رغبة ملحة في الصراخ
لي رغبة ملحة في النسيان .. في الاستقرار
لي رغبة ملحة بتطبيب هذا الجرح النازف من الذاكرة .. فهل من طبيب يسعفني هنا؟ هل من بحتمل صراخي؟ هل من يفسر لي معنى الوطن؟

14.3.13

علّنا ... حزنا نجيء فنلتقي بالمقعد البحري في نفس المكانْ !

هزمني الحنين اليك ... فجلست أقلب دفاتري القديمة بحثا عن صورة واضحة لوجهك فلم أجد غير ملامح ملطخة بلون أحمر قاتم ...
أين أنت من هذا اللون ؟

أما كان لونك أزرقا مختلطا برمادي ؟ أم ان الذاكرة تقلدك ِ و تخونني؟

_____________________________________________________________________________

هذي المدينة "وردة" في شعر سيدة المجاز
قارورة المسك التي يمتد عطر حنينها من اصفهان إلى الحجاز
هذي المدينة حضن أمي والعباءة والدموع الـ بللت ختم الجواز
هذي المدينة لي "حياةٌ".... رغم كل الموت فيها !!

_____________________________________________________________________________

هذه المدينة  طببت جرحي بملح دموعها ... بعطر دجلتها و رائحة الخيانة فوق الجفون  
قالت لي أنتظريني هنا على ضفة الكرخ .. سأنتقم لك ِ من قاتلي و قاتلك 
وما زلت منذ ذلك العمر ... أنتظر!