تناقضات ذاكرة مغتربة ...

8.2.12

أنا و البحر...وصوتك



في بلادنا العربية, تحتاج الفتاة الى دهاء دكتاتور و عقلية فيلسوف كي تستطيع ان تختلي بنفسها ... لتفكر!
لتفكر فحسب!

حين يمنعها مجتمعها و حارتها و سكان و شارعها و مدينتها و ذاكرتها بأن تضيع في مدينة ما -أية مدينة- لوحدها !
لا اتخيل اية فتاة عربية تستطيع ان تصرح بأنها ذاهبة اليوم كي "تتمشى" في شوارع بغداد أو القاهرة , لتصافح تمثال أبا نؤاس أو تسلم على جامع سيدنا الحسين ...فحسب, بدون هدف آخر.

وإن كنتِ ممن يسمح لها محيطها ومدينتها لها بذلك فهنيئا لك .
أما أنا, لأني أتنفس التفكير والحلم و المدن! أتخذت من "المشي" أهم هواياتي .
من أخترع "رياضة" المشي لم يخترعها لانه كان يريد ان ينقص وزنه او ان يستعيد لياقته البدنية ! من أخترعها عزيزي القاريء كان يود ان يسمع صوت عقله , وصوت البحر...وصوت كاظم الساهرو تميم البرغوثي فقط!

من اخترع رياضة المشي كان يحب ان يتتبع آثار اقدام لناس لم يرهم و لن يعرفهم, كان يحب أن يختلط توقيعه بتوقيعهم و يخترع لهم قصصا و تاريخا و جغرافية و ذاكرة!
لا لم يكن رياضيا .. بل كان كاتبا!

المشي على الشاطيء هو المنفذ الوحيد لأفكاري و اليك ولقلمي .. أما اذا كان هذا الشاطيء فارغا فاعلم بان هذا اليوم صنع خصيصا اليك ... لتكتب!
البحر- أو دجلة-  عنصر لا بد منه في حياتك .وإلا لمن ستبوح بأسرارك ومن سينقح قصائدك ؟ اين ستقرأ رسائل غرامك؟

شكرا ايها البحر ... وشكرا لصوتك .


تناقضات غربة





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق