تناقضات ذاكرة مغتربة ...

7.2.12

مذكرات بغداد - اليوم الأخير


إني أحبك...رغم ما كان

انتهت رحلتي في خبايا النفس اليوم كما انتهت رحلتي فيك حبيبتي  .. رأيت ما سرني و ما لم يسرني ما ارهقني و ما فرحني و ما استرخص دمعي .. رأيت ما ابكاني و ما جعلني ابتسم .. ثم رأيتك انت
انتِ فحسب...
رأيتك على حقيقتك صافية عندما حدقت بدجلة .. و تحدثت معه !
قال لي الجواهري ذات يوم ان دجلة أنثى! حيث حيا سفحها عن بعد الا انني اعتقده مخطئا فهذا النهر حدثني و هذا النهر صافحني و هذا النهر أخبرني بأنه أقوى من كل قوي في بلادنا .. و احلى من كل وسيم
هذا النهر الشامخ – على الرغم من قلة مياهه- جواد! سقى احلامي اليوم بغزارة و سقى عطش ذاكرتي , تغزل بفستاني البنفسجي و بعينيَ السوداوين .. أعادني الى ايام كنت اقرأ فيها عنه و اتخيلنا نرقص معا..أحلم بأنغام الاغنية التي سنرقص عليها و بهمساته بأذني .. بعطره متخلخلا حواسي و بقطرات من عبيره على شعري المتطاير.
أنه اكثر من نهر .. انه حياة ..أسبق لك أن رأيت نهرا يرقص و يغني و يغازل عزيزي القاري؟
لم يكن لي وجود قبلك و لا سيكون لي مستقبل بدونك , ستبقين دائما في خيالي استلهم منك شجاعة و مقاومة اكبر من عمري ! و سأستمد منك الما اطول من دجلة!

ودعتك اليوم بقبلة على الجبين وبهمسة في الاذن و برعشة في الكلام و بهذيان في القلب كأنك اصبحت في هذه الرحلة صديقتي و حبيبتي وابنتي و أمي و ..ذاكرة روحي.
رغم السنوات الضوئية التي تفصلنا و رغم الامل و الالم و الحب و الحرب...أحبك
رغم كل من احترمتِ و احتقرتِ  بسبب او بغير سبب...أحبك
رغم كل من قتلت و عذبتِ و دفنتِ وغربتِ ...احبك
رغم كل ما فعلت و لم تفعلي ما أرًختِ ولم نؤرخي ... أحبك

رغم البعد .. ستبقين يا بغداد حبيبتي
حماكِ الله ...

تناقضات غربة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق