تناقضات ذاكرة مغتربة ...

23.1.13

عن تقارير السيدة راء .. الجزء الثاني



عزيزتي السيدة راء

استهللت صباحي اليوم ب "الهيام " في الجزء الثاني من تقاريرك فآلت بي في الظهيرة الى التسكع الاجباري في اركان ذاكرتي .. ما كتبته يا عزيزتي عن مريمة تعبر من باب البيازين في ترحيلها الاضطراري  شابه ما كتبته يومها عن عبوري -الاضطراري أيضا- من باب المطار في بغداد الى المجهول
امرأة في الخمسين و أخرى تصغرها بثلاثين سنة تتشاركان خيبات الأجيال و أعمارا حافلة بالحروب الموجعة , النكسات الغبية و الأمل المؤلم! ما القاسم المشترك بينهما يا راء؟ ما الذي جعلك تكتبين عنها مقنعة .. موجوعة ... مستنكرة و ساخرة من زمان اصبح فيه ثور المصارعة رمزا يعبر عن أمتنا المربوطة بحبل و ما عادت تميز من "ماتدورها" و من يشفق عليها من الموت – و الحياة!؟

صديقتي راء .. ;كتب عزيز لي ولك ذات يوم يأمل ان نستبدل أعمارنا بأعمار جيل آتٍ او ماضٍ علنا ننعم بالسكينة ولو لمرة! فهل تؤيدينه؟ أشك في ذلك! فنحن أيتها الصديقة أصبحت الخيبات جزءا من توقعات أيامنا .. جزءا من ذاكرتنا المشوش عليها من قبل التاريخ و الجغرافيا و أمريكا و أسرائيل و حتى الست!
نفد حبر قلمي يا صديقتي .. فمن الذي سيلهمني لأكتب مثلك؟ ليتك و من أحببتِ هنا معي !




22.1.13

عن تقارير السيدة راء .. الجزء الاول




لأنني أنهيت عملي اليوم مبكرا  كمعظم الأيام ,  في تمام الساعة الثانية عشر و اثنتي عشرة دقيقة – أي بعد اربع ساعات متواصلة من وصولي الى مقر الشركة- قررت اليوم ان لا اقضي باقي الوقت ابحث عن عمل او اقرأ عن مشاريع الماجستير المستقبلية .. او اتطلع في مقالات السيد تميم البرغوثي او اقرا اخر اخبار سينما علي بابا.

قررت اليوم أن أقرأ رواية.. أخترت كتابا اعتقدته خفيفا يمكن مطالعته و انا اتفقد رسائلي الالكترونية و أحتسي قهوة الظهيرة ... تقارير السيدة راء للرائعة رضوى عاشور.
فتحت أول فصل في الكتاب .. اسمه "عن اليوم الأخير في الاسبوع " لكنه .. كان عني! يتحدث عن الصراع مع الخراب النفسي و رتيبة العمل التي دخلت بها قبل ثلاثة اشهر ... عن الأحلام المؤجلة التي تحللت جثثها داخلي ... عن قصة ميلودرامية للانتظار .. لعل انتظاري يختلف عن بطلة قصة السيدة راء .. فانا انتظر ان تفاجئني نفسي وتترجل من القطار القادم الى تلك المحطة التي أقف فيها منذ أعوام  !

أما التقرير الثاني للسيدة الراء و الذي اختارت له اسم "عن الشهر الاخير في السنة" فأجبرني على أطلاق ضحكة في المكتب قد اوشت بما افعله و أقرأه .. ثم على اطلاق دمعة حبيسة في العين خلعت بها قناعي اليومي الذي أذهب فيه للعمل و الذي لم أجد يومها شريطا لاصقا في حقيبتي السوداء لأعاود لصقه على وجهي العاري مرة أخرى! فكانت العبرة المستفادة كما لخصتها السيدة رضوى عاشور .. عذرا السيدة راء! بأننا يجب ان نحمل كفايتنا من الاشرطة اللاصقة كي لا نمر بموقف محرج كهذا.
أما التقرير الثالث عن المراكيب – البشرية و الفلسفية والمعدنية و السماوية- فلم استشعر معها اتصالا روحيا .. ربما مركوبي العقلي مغلقا للصيانة اليوم!
عن سخرية الأصابع استهلت السيدة راء حديثها في تقريرها الرابع عن السيد جون هارفارد الذي استعانت به على ذاكرة أوطاننا و نكباتها .. على القتل والدمار .. فركت أصابعه و شابكت اصبعيها , عل الحصار يزول يوما " بركاتك يا سي هارفرد!"

الساعة الان الواحدة و الخمسين دقيقة بعد الظهر , أنهيت قهوة الظهيرة و قدح الماء والرسالة الالكترونية العاجلة .. والسيدة راء لازالت في مخيلتي تجوب المراكيب الواصلة بين القاهرة والذاكرة في تقاريرها تستدعي ذهني المشتت اصلا .. فصبرا يا راء اريد ان انهي هذا الامر المستعجل و اعود بمركوبي اليك.


17.1.13

هذه المرة .. رسمتك

عزيزتي ...
خطر لي اليوم ان نبدأ من منتصف السطر .. بدون مقدمات , فالمقدمات كما تعلمين وضعها اولئك الذين يهابون الرفض , يخشون الكلام في لب الموضوع فيتطرقون الى عوارضه
اما انا يا حبيبتي فلا أخشى من التطرق الى موضوعي الاصلي .. أنتِ
أتسائل هل بقي قي القلم حبر يكفي لرسمك؟ هل بقي في القلب متسع للرثاء؟ هل بقي في الروح بصيص للثرثرة عنك؟
حبيبتي ... وضعت القلم لأكتبك
وعندما أنتهيت
كنت ِ أنتِ .

·       ملاحظة : فتحت هذه الصفحة لأكتب شيئا عن تلك المدينة الغامضة .. فلم أجد تعبيرا مناسبا غير هذه اللوحة ... أحيانا تعبر الالوان عنا أكثر من الكلمات ... أرجو أن تقبليها مني
·       موضوع اللوحة : كل ما هو أنتِ


كل ما هو أنتِ


7.1.13

"عقبال زواجك"




ما بال هذا المجتمع المتعجرف لا يهنئك على ما وصلت اليه قط إلا ليلسعك بعدها بأمنية أخرى ستشقيك سنوات عمرك القادمة و تكبدك خسائر نفسية و معنوية و اياما لن تعود و تخلف لك ذاكرة محملة بالجراح و اوقات العمل!
منذ ان تسلمك الممرضة لوالدتك تتمنى لها "يوم زواجها ان شاء الله" و "الله يرزقج الولد الصالح"  ! و عندما تفرح بأول درجة نهائية لك في الصف الاول الابتدائي يقرر الجميع انه يجب ان تصبح طبيب المستقبل او زها حديد المقبلة!

منذ الولادة مرورا بالصف الاول الابتدائي و السادس الاعدادي ... يوم تخرجك و زواجك و انجابك اول طفل .. يوم زواج ذلك الطفل. لا ينفك المجتمع ان يطلق امنياته الصاروخية عليك .. طالبا منك المزيد .. طالبا منك الركض في هذه الدائرة بدون كل او مل .. وعندما تشعر في يوم ما انها دائرة مفرغة ..يلومونك و يوبخونك بجميع جوارحهم و يسألونك التغاضي عما اكتشفت
فانك يا سيدي لست اول من اكتشف ثغرات الدائرة المفرغة .. لكن عليك التحمل كي لا توقظ مشاعر الكل بالأسى! أركض كما يريدون لك ان تفعل 

قد تظن – والعياذ بالله – انه ربما علينا التفكر قليلا قبل ان نقدم على تحقيق امنية المجتمع التالية .. هل حققنا امانينا نحن اولا؟ هل زرت القاهرة في الشتاء؟ هل تعلمت الفرنسية؟ هل ذهبت للتطوع في أوغنده؟ هل كفلت يتيما؟ هل حضرت امسية شعرية لتميم البرغوثي؟ هل عزفت مدرسة الحب على العود؟ 

كم من أمنية الغاها هذا المجتمع الصارم بالضغط عليك لتفعل ما يريده هو ! و كم من امنية ما زلت تعافر في تحقيقها من وراء ظهره .. علك تبلغ الاسباب يوما !