تناقضات ذاكرة مغتربة ...

22.1.13

عن تقارير السيدة راء .. الجزء الاول




لأنني أنهيت عملي اليوم مبكرا  كمعظم الأيام ,  في تمام الساعة الثانية عشر و اثنتي عشرة دقيقة – أي بعد اربع ساعات متواصلة من وصولي الى مقر الشركة- قررت اليوم ان لا اقضي باقي الوقت ابحث عن عمل او اقرأ عن مشاريع الماجستير المستقبلية .. او اتطلع في مقالات السيد تميم البرغوثي او اقرا اخر اخبار سينما علي بابا.

قررت اليوم أن أقرأ رواية.. أخترت كتابا اعتقدته خفيفا يمكن مطالعته و انا اتفقد رسائلي الالكترونية و أحتسي قهوة الظهيرة ... تقارير السيدة راء للرائعة رضوى عاشور.
فتحت أول فصل في الكتاب .. اسمه "عن اليوم الأخير في الاسبوع " لكنه .. كان عني! يتحدث عن الصراع مع الخراب النفسي و رتيبة العمل التي دخلت بها قبل ثلاثة اشهر ... عن الأحلام المؤجلة التي تحللت جثثها داخلي ... عن قصة ميلودرامية للانتظار .. لعل انتظاري يختلف عن بطلة قصة السيدة راء .. فانا انتظر ان تفاجئني نفسي وتترجل من القطار القادم الى تلك المحطة التي أقف فيها منذ أعوام  !

أما التقرير الثاني للسيدة الراء و الذي اختارت له اسم "عن الشهر الاخير في السنة" فأجبرني على أطلاق ضحكة في المكتب قد اوشت بما افعله و أقرأه .. ثم على اطلاق دمعة حبيسة في العين خلعت بها قناعي اليومي الذي أذهب فيه للعمل و الذي لم أجد يومها شريطا لاصقا في حقيبتي السوداء لأعاود لصقه على وجهي العاري مرة أخرى! فكانت العبرة المستفادة كما لخصتها السيدة رضوى عاشور .. عذرا السيدة راء! بأننا يجب ان نحمل كفايتنا من الاشرطة اللاصقة كي لا نمر بموقف محرج كهذا.
أما التقرير الثالث عن المراكيب – البشرية و الفلسفية والمعدنية و السماوية- فلم استشعر معها اتصالا روحيا .. ربما مركوبي العقلي مغلقا للصيانة اليوم!
عن سخرية الأصابع استهلت السيدة راء حديثها في تقريرها الرابع عن السيد جون هارفارد الذي استعانت به على ذاكرة أوطاننا و نكباتها .. على القتل والدمار .. فركت أصابعه و شابكت اصبعيها , عل الحصار يزول يوما " بركاتك يا سي هارفرد!"

الساعة الان الواحدة و الخمسين دقيقة بعد الظهر , أنهيت قهوة الظهيرة و قدح الماء والرسالة الالكترونية العاجلة .. والسيدة راء لازالت في مخيلتي تجوب المراكيب الواصلة بين القاهرة والذاكرة في تقاريرها تستدعي ذهني المشتت اصلا .. فصبرا يا راء اريد ان انهي هذا الامر المستعجل و اعود بمركوبي اليك.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق