تناقضات ذاكرة مغتربة ...

23.11.13

خربشات ليل ... عن الحب


لي صديقتين مقربتين جدا، نعرف بعضنا منذ ١٠ اعوام تقريبا، منذ ان كنا اطفالا
حدث وان "وقعت" كل منهما في الحب منذ فترة.. وكنت انا الهاتف الليلي الذي تشتكيان له كل ما يتعبهما..
لم يتصل بي اليوم، تكلم مع صديقتي بطريقة غريبة، لا يفهم في الشعر، كثير المراوغة ... 
كنت اسمع شكاوٍ كهذه كثيرا، ثم يتصالحون وتعود الرومانسية الى مجاريها، و ما هي الا ايام ويرجع هاتفي يرن في الليل لاسمع مشاكل اخرى...

كنت في ايام الصفاء اتمنى ان اكون مثلهما، استيقظ صباحا على رسالة من شخص ما... لكن الحمد لله حنيني الصباحي هذا يختفي ما أن انظر الى هاتفي واتذكر معاناتهم الدائمة ... هؤلاء العشاق!
---
افكر احيانا .. لكنني عاشقة من نوع اخر، يحدث ان يحب بعضنا شخصية خيالية فيعيش معها لحظات قرأها في كتاب..
او ان احب -مثلا- شاعر على بعد مئات الكيلومترات، و ١٣ سنة ، و جنسيتين. ولكنني اغار على كلمات يكتبها في قصائد اعرف انها لم تكن لي يوما.. او تغريدات شعرية يصبح بها على احدى متابعاته.

يحدث ان يحب احدنا يتيما ما، فيتخيل كيف يحارب المجتمع كله كي "يتبناه" حتى وإن كان غير متزوجا...
يحدث ان يموت بعضنا ايضا.. في حب مدينة بعيدة، لا تشعر بكلماته، تبحث في قواميسها عن كلمات مفقودة كالعدل والحب والامان ... والامانة.

من يا ترى اشقى؟  هؤلاء الذين وقعوا في الحب؟
ام انا؟ 


17.11.13

حكايات من المترو ... 4


اعتذر عن تاخري في نقل الصورة من تحت الارض .. كنت في عزلة عن العالم لاسباب دراسية 
ورجعت اليوم الى حياتي التحت أرضية ...
تكلمت اليوم مع شخص فعلا! كنت في المترو على خط ال "نورثرن لاين" الى محطة يوستن.
توقف القطار لمدة ٢٠ دقيقة في احدى المحطات، لان احدا ما انتحر امام قطار اخر!
ولكن فرصة ال ٢٠ دقيقة هذه جعلتني اسال احدهم عن سبب التاخير .. تنهد الشخص قليلا، ثم قال: "غبي اخر انتحر" ...
فكرت قليلا : عديم الاحساس انت ايها السيد!
واستطرد هو: "إن كان الشخص قد قرر انهاء حياته، ما ذنبي انا لأتأخر عن عملي؟" ... نظرية فعلا!
ابتسم الرجل، يبدو انه تأخر عن عمل مهم، يهيأ لي انه في اواخر الاربعينيات، رجل ببدلة سوداء وربطة عنق مخططة برمادي ووشاح اسود انيق يلف به رقبته... تأخر عن عمله المهم في مكتب محاماة ربما؟ يحلو لي ان افكر هكذا...
بعد ٥ دقائق، سألت المحامي الانيق عن حادثة الانتحار هذه :" كم مرة تقريبا يحصل هذا الامر يا سيد؟"
"اسمي ماثيو"
"وانا ناي، حسنا سيد ماثيو، هل يحدث هذا الامر غالبا؟"
"نعم، مرتين او ثلاث في الشهر"
"يا الهي، اني افضل ميتة اقل هدوئا"
"مثل ماذا؟"
"لا اعلم، ربما في النوم" .. وفكرت او في المسجد النبوي .
"وانت يا ماثيو؟"
" لا اعلم، لكن لا يهمني كثيرا، ما دمت قد عشت حياة سعيدة، لا ابالي كيف اغادرها .. ان من يفكر بطريقة موته متشائم، يتلف خلايا دماغه ويصرف طاقته بشئ لا يد له فيه.. غالبا"
"ولكن صديقنا هذا قد اختار موته بيده"
"اناني احمق، انا متأكد بأن شخصا ما في مكان ما سيفتقده"
"ربما"
"ناي .. هل يعني اسمك الرفض؟"
ابتسمت ... ربما في لغة اخرى، سيفسر هذا الكثير!
"لا يا سيدي .. آلة موسيقية جميلة .. ال (فلوت)" 
"اخبريني يا ناي .. ما الذي اتى بك الى هنا؟"
"الحياة يا ماثيو ... حكمت الظروف علي ان اولد في هذه الفترة الزمنية التي تتميز بلادكم فيها بتعليم جيد .. وتتميز بلادي فيها بالاطلال فقط"
تحرك القطار ! حسنا اذن سيعود كل منا الى قوقعته .. ساعود لدراسة مدن لا علاقة لها بمآسي مدينتي .. وسيعود هو الى دراسة الثغرات القانونية في قضية تفرقة عنصرية...
"حسنا يا ناي .. سعدت جدا بالحديث معك، اتمنى ان تغيري اطلال ماضيك الى حاضر مفعم بنغمات موسيقية ... كأسمك"
"شكرا يا عزيزي .. اتمنى ذلك ايضا"