تناقضات ذاكرة مغتربة ...

7.1.13

"عقبال زواجك"




ما بال هذا المجتمع المتعجرف لا يهنئك على ما وصلت اليه قط إلا ليلسعك بعدها بأمنية أخرى ستشقيك سنوات عمرك القادمة و تكبدك خسائر نفسية و معنوية و اياما لن تعود و تخلف لك ذاكرة محملة بالجراح و اوقات العمل!
منذ ان تسلمك الممرضة لوالدتك تتمنى لها "يوم زواجها ان شاء الله" و "الله يرزقج الولد الصالح"  ! و عندما تفرح بأول درجة نهائية لك في الصف الاول الابتدائي يقرر الجميع انه يجب ان تصبح طبيب المستقبل او زها حديد المقبلة!

منذ الولادة مرورا بالصف الاول الابتدائي و السادس الاعدادي ... يوم تخرجك و زواجك و انجابك اول طفل .. يوم زواج ذلك الطفل. لا ينفك المجتمع ان يطلق امنياته الصاروخية عليك .. طالبا منك المزيد .. طالبا منك الركض في هذه الدائرة بدون كل او مل .. وعندما تشعر في يوم ما انها دائرة مفرغة ..يلومونك و يوبخونك بجميع جوارحهم و يسألونك التغاضي عما اكتشفت
فانك يا سيدي لست اول من اكتشف ثغرات الدائرة المفرغة .. لكن عليك التحمل كي لا توقظ مشاعر الكل بالأسى! أركض كما يريدون لك ان تفعل 

قد تظن – والعياذ بالله – انه ربما علينا التفكر قليلا قبل ان نقدم على تحقيق امنية المجتمع التالية .. هل حققنا امانينا نحن اولا؟ هل زرت القاهرة في الشتاء؟ هل تعلمت الفرنسية؟ هل ذهبت للتطوع في أوغنده؟ هل كفلت يتيما؟ هل حضرت امسية شعرية لتميم البرغوثي؟ هل عزفت مدرسة الحب على العود؟ 

كم من أمنية الغاها هذا المجتمع الصارم بالضغط عليك لتفعل ما يريده هو ! و كم من امنية ما زلت تعافر في تحقيقها من وراء ظهره .. علك تبلغ الاسباب يوما !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق