تناقضات ذاكرة مغتربة ...

2.2.12

مذكرات بغداد - اليوم الخامس


على مفترق الطرق...
بعد غياب دام لاكثر من ستة سنوات , التقيتهم اليوم .
اصدقاء الزمن الجميل , تحادثنا فيما حدث و ما لم يحدث , فيما سمعنا و رأينا و فعلنا و لم نفعل في سنواتنا الماضية الا اننا تركنا شيئا واحدا ما تطرقنا له ... الرحلة.
كيف وصلنا نحن الثلاثة في يوم كهذا ولكل منا قناعاتها السياسية المختلفة وارائها الدينية وحتى الفنية المتناقصة : كيف شكلتنا الحياة كل ببلد مختلف و بأختصاص مختلف لنصبح كمثلث متساوي الاضلاع : نكمل بعضنا الا اننا على ثلاث جهات مختلفة لا تلتقي ابدا!
كانت كل منا تخفي بداخلها اسئلة اكثر من التي طرحتها , كل منا تريد ان تعرف كل ثانية غابت عنها عيناها و كل صوت سمعناه بدونها و كل كلمة نطقناها بغيابها .. كل منا كانت تريد ان تسترد العمر الذي ضاع منها بعيدا عن الاخريات .
لكن .. اليس هذا حالنا جميعا؟ كلنا نريد ان نسترد الاعمار التي سرقت منا بعيدا عن رفاق دربنا , من كنا نعتقد انهم من سيحضرون افراحنا و احزاننا , دموعنا و ضحكاتنا و حالاتنا الهستيرية ... ثم تغير ساعة واحدة مجرى حياتنا كله و يسجن الزمان في المكان ! و نسجن نحن خارجه !
حتى اليوم .. لم أظن ان احدا يستطيع ان يرد لي العمر الذي قضيته بعيدا عنهم ... حتى اليوم لم اعتقد انني ساعرف عنهم ما سرقه الزمن مني
الى ان قرأت ما كتبنه ... القلم وحده سيرد لك ما ضاع منك
فاكتب ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق