تناقضات ذاكرة مغتربة ...

17.1.12

ناس تسمع "صَعًادات" وناس تسمع "مفخخات"

كنت جالسة أقلب بين كتبي لأختار كتابا جديدا آخذه في سفري القادم الى بغداد حتى وقعت بين يدي ورقة كنت قد خباتها  في كتاب للرائعة أحلام مستغانمي في ليلة رأس السنة العام الماضي .. كتبت فيها :

لا زلت أكره أصواتها المزعجة حتى بعد 5 سنوات من الرحيل .. تلك الألوان التي تدوي بذكريات لا تفارقني
كأن كل الألوان الجميلة للألعاب النارية تآمرت في السماء لترسم لي طريقا شائكا ... ذو صوت خاص! كأن القصف كان البارحة ! لكأني أسمع صوت طلقات الرصاص التي كنت أخاف منها ! لكأني اسمعها مع كل لون من الوان السماء النارية في هذه الليلة ...

"نحتفل" هنا في ليلة رأس السنة .. في عام انتهى نهاية دموية في بغداد و تونس .. يحمل الناس آمالهم على أكفهم كي يجلب لهم "سانتا" ما يتمنون من حبيب غائب أو عمل محتمل أو سفرة طال أنتظارها!

أما "هناك" فلا تحلم هي الا بعودة أبنها سالما الى المنزل بعد يوم دامٍٍٍٍٍٍِِ ... الأربعاء الدامي ثم الخميس الدامي ثم العمر الدامي .. أيام تشبه بعضها تمر على بغداد .. لم يحتفل العراقيون هناك , كعادتهم قبل كل عيد .. يذهبون الى المقابر ليسلموا على شهدائهم و أرواح رحلت عنهم و لا زالت عطورها تحوم في المكان ... لا لم يحتفل العراقيون حيث أصبحت تبريكات العيد هناك بالدعاء أن "يعدي على خير" بدون هدية ذات طراز تفجيري مطعم بالقنابل و الدم و الدموع ... لا لم نعد نحتفل هناك ..

عجبي!

كتبت هذه السطور في يوم ال 31 من شهر ديسمبر لعام 2010 .. أو البارحة؟


تناقضات غربة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق