تناقضات ذاكرة مغتربة ...

28.3.14

لحظة غضب

في داخلي غضب لا اعرف كيف استنفذه اليوم... في داخلي صراخ يوقظ سكان هذا الشارع ويستدعي افكاري وتناقضاتي ومشاعري والمي ودموعي وصوتي .

في داخلي عتب على الدنيا وعليّ وعلى حضن امي .. في داخلي رغبة جامحة بالبكاء كالاطفال حيث لا يسألهم احد لم يبكون، ولا يعتب عليهم احد ...

في داخلي عتب على كل من رآني ابدد طفولتي متقمصة دور الكبار ومشغولة باغنية انا وليلى وعمري ست سنوات .. في داخلي حقد عليهم لانهم لم ينبهونني باني ساقضي عمري منفية ويستوطن الاغراب في بلدي ، في مدينتي ، في شارعي في افكاري وذاكرتي ... في داخلي عتب على كل من لم يعاملني كطفلة . وكل من يصر على انني كبرت الان .


في داخلي رغبة جامحة بتمزيق كل من عاث ببغداد فسادا واخرجني منها واوصلنا الى ما نحن فيه اليوم ... لماذا لم يصل العلم الى مرحلة استرداد الايام من هؤلاء الذين سرقوها؟ كم عمرا سنسترد؟ اريد طفولتي واصدقائي .. واريد ان العب لعبة كرة قدم اخيرة يا ربي في ذلك الشارع وان نرجع جميعنا اطفالا .. وجميعنا احياء.

اريد عمري .


في داخلي "حقد" على اطفال لم يسمعوا صوت الرصاص .. لم يخافوا من النوم في الليل .. لم يخافوا من زوار الليل واسلحتهم واقنعتهم وتهديدهم بالخطف.


في داخلي غربة لا تبددها غربة .

من يدلني على مكان سري افرغ فيه كمية العتب التي تستحوذني وفكرة الصراخ التي تبدد نومي ... 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق