تناقضات ذاكرة مغتربة ...

26.2.14

سنعود بعد قليل ...

 هل من يزرع خيرا يجنيه؟ ومن يصنع شرا يحصد اشواكه؟ اليست هذه قوانين الطبيعة ؟ ما الذي زرعناه نحن لنجني بلادا كهذه؟ ما الذي زرعه اجدادنا ليكون مصيرنا نفي وغربة ومرارة كقهوة سوداء تركت على النار اكثر من اللازم؟
جنات كبغداد ودمشق وحلب ... اراضٍ عاش فيها نزار ودرويش وجاهين، استودعناها للموت يا الهي .. استودعناها للرصاص، للحواجز الكونكريتية والسيطرات العسكرية، للأيتام، للأرامل، لأنين الشيوخ، لجوع اطفال مخيم اليرموك، لدموع  الصبايا على جنود الجبهات، لحسرات الامهات على الشهداء ... للدماء!

حسبنا انت وهذه الدماء لتعود بلادنا جنانا!

سوريا يا رب الارض تركها اهلها للفتن .. وبغداد يا رب السماء تركها اهلها للحزن، القدس يا رب الاسراء والمعراج باتت تدفن شهيدا بلا كفن، بيروت يا رب الجمال ضربها صاروخ طائفي عفن، القاهرة يا رب الحق تركها اهلها لرتبٍ عسكرية تستورد سلاحها ممن يضرب جيرانها في العلن!

حسبنا انت وهذه الدماء لتعود بلادنا جنانا!

ان كان هذا عقابا يا الهي فانت اعلم اننا اضعف من كل هذا الالم، وإن كان اختبارا فلك يا رب كل الارض وكل السماء وهذه الشوارع المنحوتة بالدمع والدماء.

لكني أسألك يا الهي فقط ان تسد آذاننا عن صراخ اليتامى، وتشيح بنظرنا عن نزيف الايامى ... انت اعلم منا بضعفنا، بعارنا، بتخاذلنا العلني والسري، بحججنا الواهية، بدسائسنا لبعضنا، بخيانتنا لامانة نبينا، بعجزنا ل ٦٦ سنة عن نصرة المظلوم .. نحن قوم يندبون حظهم بالقلم ولا يحركون ساكنا لتحرير الارض ... نحن قوم نستثمر ثروات بلادنا الطبيعية والصناعية اسلحة لقتال جيراننا، لاشعال حطب فتنة يستنكرها اعلامنا الرسمي ويساهم بتحفيز وقودها نفطنا الخفي ! ارأيت جحودا للنعمة اكثر من هذا؟
نحن قوم نستثمر اموالنا ببناء عمارات في لندن وامستردام ... وتخريب حلب ودمشق وبغداد !

وبعد هذا كله تسألين ماذا زرع اجدادنا؟!!!!

"واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق