تناقضات ذاكرة مغتربة ...

16.7.12

لون صمتك ...

ليل آخر يطل عليك وانت وحدك , جدران الغرفة مصبوغة بلون تعرفه جيدا , لون صمتك! لون ذاكرتك العنيدة , لون ماضيك و ماضي مدينتك الموحش .

لا تهمس, تخشى على هذا اللون من التصدع , تخشى عليه من صراخ ذكرياته الملطخة بالدم و الحبر و القهقهة الكاذبة , و الألم .
تتبسم لهذا القلم الملعون , تكتب! 

تقنع نفسك بأن احدا ما في هذا العالم يقرأك و يقرأ سطورك و سيَفُكُ رموز صمتك ذات يوم , تكذب!
ينزعج قلمك منك فجأة , تجبره على كتابة سطور لا يريد صلة بها , لا يقوى على تذكر محتواها .. فحتى القلم ما عاد يقوى.
تعتذر له, و أبتسامة حزينة تزين قسمات وجهك , تشرب الشاي بدون سكر طالبا السماح من ورقتك .. و منك.
تتخيل من ضجيج الصمت أن شخصا ما او شيئا ما يهمس لك , يتسامر معك , يحدثك عن شوق يخض دمك , يتمتم أبياتا من الشعر كتبت على جدران غرفتك , رسمت بنفس هذا القلم الذي تخط به اسمك , أبيات ما عدت تفهم معناها وام رسمتها و لم ذات يوم تعلقت بحروفها !

شيء من الماضي يشدك الى تلك اللوحة , ذلك الوجه الغامض لأمرأة ملتحفة بالسواد , تغطيها أمارات الانكسار والحزن, تندب بداخلها ماض كانت فيه أمرأة الأحلام فأمست أمراة بلا حلم! تحدق في وجهها الذي على الرغم من شبابه – فقد بريقه , متخذا من الدمع قناعا عله يخفي عنك تلك الملامح المتعبة , وذلك اليوم الشتوي القارس البرد الذي تركت فيه أحلامها معلقة على نفس هذا الجدار المدوي بصمته .


تضيق عليك الغرفة شيئا فشيئا , تلتحف ذلك الرداء القديم وتلك المخدة , تدفن نفسك في الذكريات وتغمض عينينك على أمل ان تشرق ابتسامتك غدا , وتشرع ابواب قلبك معلنا استعدادها لأشعة الفرح .. و تستسلم للاحلام . 

تناقضات غربة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق