تناقضات ذاكرة مغتربة ...

11.5.12

غريبة على الخليج


البحر أوسع ما يكون و أنت أبعد ما يكون
و البحر دونك يا عراق

اعتذر لك ايها السياب الجميل ان كنت تريد ان تخلد غربتك في قصيدة , فقد خلدت غربة الوطن باكمله! و الله ما قرأت قصيدتك هذه يوما الا وشعرت بأن من نظمها هو العراق نفسه , يبحث عنه في خباياه , يحاول ان يسمع له همسا من بعيد , يحاول ان يرى ظلامه و غربته بين أجيال ما عادت تعبأ بتاريخه و الاثقال التي يجرها اينما حل و أرتحل!
لحظة! هل قلت رحل؟ 

نعم ولم لا؟ الا يحق للأوطان ان ترحل هي الاخرى مبتعدة عن سكانها ؟ الا يحق لها مثل البشر ان تعبر عما يختلج دواخلها! تعب العراق منا و قرر ان يغمض عينيه لينام علًه يصحى على ناس يحترمونه أكثر منا!

رحل و رأيته صدفة جالس على الخليج يناقش السياب , يحدثه بانه مخطيء فهناك شمس أحلى من شمس العراق و هناك ظلام أقل حلكة .. وهنالك طرق تفضي الى نهاية على عكس طرقنا التي ندور فيها منذ عشرات السنين و ما حطت رحالنا على وجهة معينة
رحل و رأيته صدفة جالس على الخليج يعاتب السياب, لمَ رحلت عني و تركتني لهؤلاء! ما عاد أحد يكتب شعرا في شمسي او ظلامي ! كلهم يختصرونني بطائفة او حكومة أو حقبة  او ارقام شهداء و حواجز كونكريتية , ليتهم يعرفون انني اكبر من ذلك كله ... و انني ذلك كله ! 

حاولت ان استرق السمع الى حديثهما المطول , فأحسا بي و تلاشيا بعيدا عن أنظاري ... و كل ظني أنهما لا يزالان يتعاتبان ...

شوق يخض دمي اليك... كأن كل دمي اشتياق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق