تناقضات ذاكرة مغتربة ...

9.3.12

امتحان اللغة العربية


اكتشفت اليوم احد اسباب حبي لهذه المدينة المتناقضة ... كتاب اللغة العربية!

امضيت ساعاتي البارحة في محاولة فاشلة لتذكر اسماء الاطباء و الفلاسفة و علماء الفلك بالأضافة الى النحويين الذين عاشوا في بغداد ايام كان بيت الحكمة اجمل مكان ثقافي عرفته الكرة الارضية .
حاولت جاهدة ان اضع جدولا زمنيا لتذكر الاسماء .. فلم استطع
ثم حاولت تذكر الاسماء حسب التسلسل الابجدي ... ثم حسب زمن الخلفاء ثم حسب الاصل ...
لم تنفع محاولاتي جميعا في حفظ  الاسماء التي مرت على مدى ستة  قرون زمنية عباسية متناقضة.

عرفت حينها فقط ان عدم القدرة على حفظ اسماء علمائك هو سبب اخر لحبي لك ! سبب اخر يجعلني افتخر بأن مدينة غامضة مثلك .. كئيبة مثلك ... شامخة مثلك و عاشقة للموت مثلك ايضا لا نستطيع ان نختصرها بجدول اسماء يعلق على ذاكرة طالبة من اجل امتحان واحد.
بل تحتاج هذه الطالبة الى عمر فوق عمرها لتفهم كيف اتسعت يا حبيبتي للخوارزمي والمتنبي  وابن الهيثم و الكندي و سيبويه .. و ضقتي بها!
كيف استطعت ان تكرمي شخصا كالمنصور و لم تلتفتي لغربة احفاده!

شدني اليك يا حبيبتي هذا الغموض الذي يتقمصك , أجدك احيانا جميلة سلسة و احيانا اخرى صعبة المراس و دائما عصية على الفهم , تجمعين التناقضات لتبدين خارجة على كل اعتيادي و مألوف , خارج اطاري الخيال و الوقع .. خارج الزمان! كأنك تسمرت في ذاكرتي حتى قبل ان اولد .. فلن اقبل ان ارى فيك غير دار السلام ولن المح فيك غير الجمال.

 فأنت -يا حبيبتي- رغم العوادي الشعر و الغزل .

تناقضات غربة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق