البحر أوسع ما يكون و أنت أبعد ما يكون
و البحر دونك يا عراق
و البحر دونك يا عراق
اعتذر لك ايها السياب الجميل ان كنت تريد ان
تخلد غربتك في قصيدة , فقد خلدت غربة الوطن باكمله! و الله ما قرأت قصيدتك هذه
يوما الا وشعرت بأن من نظمها هو العراق نفسه , يبحث عنه في خباياه , يحاول ان يسمع
له همسا من بعيد , يحاول ان يرى ظلامه و غربته بين أجيال ما عادت تعبأ بتاريخه و
الاثقال التي يجرها اينما حل و أرتحل!
لحظة! هل قلت رحل؟
نعم ولم لا؟ الا يحق للأوطان ان ترحل هي
الاخرى مبتعدة عن سكانها ؟ الا يحق لها مثل البشر ان تعبر عما يختلج دواخلها! تعب
العراق منا و قرر ان يغمض عينيه لينام علًه يصحى على ناس يحترمونه أكثر منا!
رحل و رأيته صدفة جالس على الخليج يناقش
السياب , يحدثه بانه مخطيء فهناك شمس أحلى من شمس العراق و هناك ظلام أقل حلكة ..
وهنالك طرق تفضي الى نهاية على عكس طرقنا التي ندور فيها منذ عشرات السنين و ما
حطت رحالنا على وجهة معينة
رحل و رأيته صدفة جالس على الخليج يعاتب
السياب, لمَ رحلت عني و تركتني لهؤلاء! ما عاد أحد يكتب شعرا في شمسي او ظلامي !
كلهم يختصرونني بطائفة او حكومة أو حقبة او ارقام شهداء و حواجز كونكريتية , ليتهم
يعرفون انني اكبر من ذلك كله ... و انني ذلك كله !
حاولت ان استرق السمع الى حديثهما المطول ,
فأحسا بي و تلاشيا بعيدا عن أنظاري ... و كل ظني أنهما لا يزالان يتعاتبان ...
شوق يخض دمي اليك... كأن كل دمي اشتياق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق