إني أحبك...رغم ما كان
انتهت رحلتي في خبايا النفس اليوم كما انتهت
رحلتي فيك حبيبتي .. رأيت ما سرني و ما لم
يسرني ما ارهقني و ما فرحني و ما استرخص دمعي .. رأيت ما ابكاني و ما جعلني ابتسم
.. ثم رأيتك انت
انتِ فحسب...
رأيتك على حقيقتك صافية عندما حدقت بدجلة ..
و تحدثت معه !
قال لي الجواهري ذات يوم ان دجلة أنثى! حيث
حيا سفحها عن بعد الا انني اعتقده مخطئا فهذا النهر حدثني و هذا النهر صافحني و
هذا النهر أخبرني بأنه أقوى من كل قوي في بلادنا .. و احلى من كل وسيم
هذا النهر الشامخ – على الرغم من قلة مياهه-
جواد! سقى احلامي اليوم بغزارة و سقى عطش ذاكرتي , تغزل بفستاني البنفسجي و بعينيَ
السوداوين .. أعادني الى ايام كنت اقرأ فيها عنه و اتخيلنا نرقص معا..أحلم بأنغام
الاغنية التي سنرقص عليها و بهمساته بأذني .. بعطره متخلخلا حواسي و بقطرات من
عبيره على شعري المتطاير.
أنه اكثر من نهر .. انه حياة ..أسبق لك أن
رأيت نهرا يرقص و يغني و يغازل عزيزي القاري؟
لم يكن لي وجود قبلك و لا سيكون لي مستقبل
بدونك , ستبقين دائما في خيالي استلهم منك شجاعة و مقاومة اكبر من عمري ! و سأستمد
منك الما اطول من دجلة!
ودعتك اليوم بقبلة على الجبين وبهمسة في
الاذن و برعشة في الكلام و بهذيان في القلب كأنك اصبحت في هذه الرحلة صديقتي و
حبيبتي وابنتي و أمي و ..ذاكرة روحي.
رغم السنوات الضوئية التي تفصلنا و رغم الامل
و الالم و الحب و الحرب...أحبك
رغم كل من احترمتِ و احتقرتِ بسبب او بغير سبب...أحبك
رغم كل من قتلت و عذبتِ و دفنتِ وغربتِ ...احبك
رغم كل ما فعلت و لم تفعلي ما أرًختِ ولم
نؤرخي ... أحبك
رغم البعد .. ستبقين يا بغداد حبيبتي
حماكِ الله ...
حماكِ الله ...
تناقضات غربة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق