تناقضات ذاكرة مغتربة ...

28.4.14

قدرك ...

 
قدرك يا سيدي ان تقع في حب فتاة كل حياتها كلمات .. اوراق وكتب واقلام. 
قدرك ان تحتمل تقلب مزاجها المستمر .. دموعها وسط الضحكات، وضحكاتها عند الحزن، وابتسامتها عند لقاء الغرباء.
قدرك ان توقظك ليلا لان الهاما ما اصابها في حلم .. فيجب ان تستمع الى ما كتبت.
قدرك ان تستمع لقديم اغنيات لا يذكرها غيرها .. وان تعشق فيروز مثلها ، وان ترقص بجنون على نغمات زوربا ... وان تعتقد ان كل الرجال انت .. وكاظم الساهر. 
قدرك ان تمسك يدها عندما تعبر الشارع لانها تخافه .. وقدرك ايضا ان تحتمل طفولتها المتأخرة
قدرك ان تلهمها كل صباح لتمتعك بحروفها ...
...
فتاتك هذه تستطيب الكتب كهدية يوم الحب ويوم ميلادها . وهدية لانك اشتقتها ... تفرح بدفتر ذو غلاف احمر اكثر من اي شئ اخر ... 
ولا تضجر من هداياها المملة .. كلها كتب واقلام ودفاتر وبين الحين والاخر كلمات كتبت خصيصا لك .. ورسم مستوحى منك
...
فتاتك بقدر حبها للكلمات .. بقدر خوفها منها، تخاف ان تطعنها الحروف .. فكن على حذر لانها لن تسامح طعنات اللسان.
...
لا تظنها خيالية جدا .. فهي تعلمت ان النهايات الحزينة اكثر انتشارا ، وان السعادة ليست سوى وجهة نظر ... وان الشخصيات الشريرة والتطورات الدرامية من مقومات الكتاب الجيد ... واننا بشر نخطئ ونصيب .. ولا كمال فينا.

لكنها بالرغم من هذا لا تزال تعشق حكايات الصغار و افلام ديزني .. انها طفلة فاياك اياك ان تعاملها كالكبار.

....
ستسخدم الكلمات سلاحا ضدك .. ستمنحها اياك متى احست بقربك .. وستحرمك اياها ايضا .. وسيلة تودد واغراء .. وربما وسيلة انسحاب .. فانتبه ستسخدمها لتعذيبك ..ولعزف الناي في قلبك ان شاءت.
...
قدرك ... يا حبيبي
ان تغرق في بحر من حروفها. 
فتعلم السباحة قبل فوات الاوان. 

12.4.14

غيرة

-الو ؟
-الو مرحبا .. كيف حالك؟
- انا بخير .. اتصل بك لاسال عن حال زياد .. هل هو بخير؟
-زياد! ما باله زياد؟ لم السؤال؟
- الم تعلمي بخبر حادث السيارة اليوم؟ سمعت ان السيارة انقلبت به صباحا وهو مسرع  .. انه في مستشفى العلم لكنني ارتأيت ان اسالك عنه!
- حسنا شهرزاد .. اذهبي الان سنتحدث لاحقا.
.....
في الطريق الى المستشفى لم تتركها الافكار تقود السيارة بهدوء .. هل هو بخير؟ ما الذي حصل يا ترى؟ هل لزعلنا سبب بهذا! يا الهي زياد هو كل ما املك ... يا رب! ولاحت دموعها من خلف نظارتها السوداء التي اهداها اياها زياد في عيد ميلادها الماضي.
اخذت تسرتجع اخر حديث بينهم بتفاصيله ... 
-لا يهمك شئ الاك يا زياد! حدثتك ان تبتعد عن الحرب هذه لا تورط نفسك بقضية خاسرة .. ما الذي زج بك في حزب لا علاقة لنا به! وكم سنة ستؤجل قضيتك هذه زواجنا ؟
- هذه القضية هي انتِ يا ناي .. كيف لنا ان نتزوج نحن وعندما نرزق باولاد لا يمكننا ان نكتب "القدس" مسقط رأسهم! اليس هذا حلمكِ ايضا؟
- حلمي نعم ... مجرد حلم اعلم انه لن يتحقق قريبا ... لكنك هنا ، انت واقع يا زياد .. لم تريد ان تزج نفسك في خانة الاحلام البعيدة مرة اخرى؟
- لانك والقدس لا تتجزئان يا ناي ...
- ان كنت تريد القدس فلا تحدثني مرة اخرى .. اذهب لها! يا الهي كل  فتاة تغير على حبها من فتاة اخرى! الا انا اغار من مدينة .. ارحل يا زياد اذهب الى مدينتك ولا ترجع ...
غلق الباب بعنف واختفى زياد.
وها هي تسرع بسيارتها لتخبره ان المدينة والفتاة بانتظاره ... 
.....
-زياد؟
- ناي؟ ... احبكـِ ... واغمض عينيه.