تناقضات ذاكرة مغتربة ...

27.5.12

رحمك الله يا حليم !


اتممت قبل يومين و بنجاح مشروع تخرجي.. لم أكن اعي ان خمس سنوات بحلوها و مرها يمكن اختصارها في 15 دقيقة امام لجنة من اساتذة  و عميد و مودل و ...ذاكرة مرهقة.

خمسة سنوات ارقتني و غيرتني , كنت طفلة قبل ذلك اليوم الجامعي, كنت مراهقة متسرعة لا تعنيها الدنيا و لا السياسة و لا القراءة ولا حقوق الانسان... ولا حتى بغداد!
خمسة سنوات صقلت عني شوائبي و تركتني اقرب قليلا الى داخلي .. وخارجي!
خمسة سنوات جعلتني احب القلم و المدن و الشعرو هذه الذاكرة المرهقة المتناقضة .

وحياة قلبي و افراحه ... خمسة عشر دقيقة تحمل في طياتها عمرا مثقلا , و عمرا يختصر في خمسة عشر دقيقة.
صدقت يا حليم... رحمك الله

15.5.12

عن معركة بدون سلاح

يبدو ان قلمي يأبى الا ان يكتب ... ولو ان الامتحانات تسيطر على حياتي في هذه اللحظة..لكن لا ضير
اعلن فرحي بانتصار معركة الامعاء الخاوية , معركة بدون سلاح في مواجهة أعتى جيش في العالم, و لمن يقول ان المقاومة لا تنجح , اشهر سلاح الكلمات على ما يقول..فالمقاومة ايا كان نوعها دائما منتصرة..خاصة ان كانت مقاومة الاعزل .
فليثق الاسرى ببعضهم , لا بمن هو فوق الكرسي في قصر يبعد عنهم سنوات مقاومة .
هنيئا لمن حررونا من داخل السجون. ..بماء وملح ...


يتبع .


تناقضات غربة

11.5.12

غريبة على الخليج


البحر أوسع ما يكون و أنت أبعد ما يكون
و البحر دونك يا عراق

اعتذر لك ايها السياب الجميل ان كنت تريد ان تخلد غربتك في قصيدة , فقد خلدت غربة الوطن باكمله! و الله ما قرأت قصيدتك هذه يوما الا وشعرت بأن من نظمها هو العراق نفسه , يبحث عنه في خباياه , يحاول ان يسمع له همسا من بعيد , يحاول ان يرى ظلامه و غربته بين أجيال ما عادت تعبأ بتاريخه و الاثقال التي يجرها اينما حل و أرتحل!
لحظة! هل قلت رحل؟ 

نعم ولم لا؟ الا يحق للأوطان ان ترحل هي الاخرى مبتعدة عن سكانها ؟ الا يحق لها مثل البشر ان تعبر عما يختلج دواخلها! تعب العراق منا و قرر ان يغمض عينيه لينام علًه يصحى على ناس يحترمونه أكثر منا!

رحل و رأيته صدفة جالس على الخليج يناقش السياب , يحدثه بانه مخطيء فهناك شمس أحلى من شمس العراق و هناك ظلام أقل حلكة .. وهنالك طرق تفضي الى نهاية على عكس طرقنا التي ندور فيها منذ عشرات السنين و ما حطت رحالنا على وجهة معينة
رحل و رأيته صدفة جالس على الخليج يعاتب السياب, لمَ رحلت عني و تركتني لهؤلاء! ما عاد أحد يكتب شعرا في شمسي او ظلامي ! كلهم يختصرونني بطائفة او حكومة أو حقبة  او ارقام شهداء و حواجز كونكريتية , ليتهم يعرفون انني اكبر من ذلك كله ... و انني ذلك كله ! 

حاولت ان استرق السمع الى حديثهما المطول , فأحسا بي و تلاشيا بعيدا عن أنظاري ... و كل ظني أنهما لا يزالان يتعاتبان ...

شوق يخض دمي اليك... كأن كل دمي اشتياق

10.5.12

مجرد رأي



قرأت قبل قليل مقالا عن المدونات العربية و ما هو شغلها الشاغل , و عن التدوين في العالم العربي بصورة عامة .
لم اكن أقرأ المدونات من قبل ان انشر مدونتي هذه ولا فكرت يوما بأنها ستكون محل دراسة من هارفرد حتى رأيت مؤتمر الاعلام العربي الذي يجري في دبي هذه الايام و مدى اهتمامه بالشباب و تدوينهم و أقلامهم ! فلا عجب ان امريكا تريد ان يكون تدويننا عن الحب و ستار اكاديمي و الخيبات الصغيرة .. لأنها و ببساطة تسرق احلامنا الكبيرة منا يوما بعد الآخر!
ما دامت احصائية هارفرد تخبرنا ان القضية الفلسطينية التي ستدخل بعد أيام عامها الرابع و الستين احد اهم القضايا العربية و هي مهما غٌيبت حاضرة في أذهان شبابنا  ... الا اننا بالرغم من هذا لا نكتب متفاعلين و محرضين على الارهاب _ والله لا أظن مقصدهم بالارهاب سوى حركة حماس هاهنا!
و ما دامت نفس هذه الاحصائية تخبرنا بأن القضية العراقية و الافغانية ليست من اولويات مدوناتنا العربية .. فهنيئا لامريكا نجاحها ! نجحت بمحو ذاكرة حروبها ذات طابع "الدمار الشامل" عن ذاكرة من لا ذاكرة لهم سوى الحروب!
لا أدعي انني ضليعة بالسياسة او بالمطبخ السياسي و بما يجري فيه من خطط من أجل الشباب العربي . الا انني على  علم بالتاريخ  ما اعرفه يقول لي ان الدول العربية لا يحالفها  سوى "المصلحجيين" من اجل امتصاص قطرة النفط الاخيرة , لا اعجابا بحضارتنا او لغتنا او تاريخنا ! على الاقل فيما يتعلق بالحكومات
و من اجل هذا كله امريكا سعيدة بان مدوناتنا تتحدث عن الحب لا الارهاب .. اسألت نفسك عزيزي القاريء ما معنى كلمة ارهاب في القاموس الامريكي؟ لن أكذب عليك قائلة بأنني اعلم , لكنني اعلم ان شهداء الحرب الاخيرة على العراق اكثر من مليون انســــــــــــان عراقي و هذا لا يعد ارهابا في مدونتهم !
فأكتب ما تشاء .. حتى و ان كان عن "الارهاب" ! اكتب معبرا عن رأيك  و لا تدع اي احد او جهة تمنعك عن ذلك , ما دمت انت مقتنعا و قارئا و مدعما رأيك بحقائق ... فلا تدع أحد يسرق منك قلمك ... و صوت مدونتك !

8.5.12

رفيق(ت)ي .. في المشي



كنت امشي كعادتي البارحة بعد المغرب .. كان الجو حارا جدا و قلة من الناس تمارس الرياضة مثلي و القلة الأخرى تشاهدني امشي منغمسة بألحان و صوت كاظم الساهر تارة و بأغنية من طراز ام كلثوم تارة أخرى .. ثم أنغمست اناقش كلمات اغنية "اني خيرتك فأختاري" مع نفسي و تمنيت لو كان لي رفيقا في المشي فقط ..
تمنيت لو اني أعرف شخصا امشي معه او معها كل يوم و نفترق عند آخر الطريق , بدون أعباء او مسؤوليات , اسمعها و تسمعني مسافة ثلاثة كيلومترات كل يوم .. أحدثها او احدثه عن بغداد و القاهرة و كاظم و تميم و نزار و مستغانمي و كل ما يجول في خاطري ... و أرحل بدون أن اهتم بما ستفكره او تكتبه او تنشره عني .. لا تعرف اسمي و لا اعرف عنها سوى ذوقها الشعري و كتبها المفضلة ...

نظرية تستحق التجربة .