تناقضات ذاكرة مغتربة ...

22.2.12

رسالة من غريب

غريبون هم .. أولئك الذين في الله سرا نحبهم, الذين يغيرون حياتنا للافضل بسطر او بكتاب , بكلمة قالوها يوما حين ظنوا اننا لا نصغي !
بهدية على رحلتي حين كنت محبطة و بوردة في كتابي حين كنت سعيدة ... و ببيت شعر قاله شاعر نعشقه يفاجئونك به غفلة و لا يسعك سوى الابتسام!
غريبون هم ... أولئك الذين يعرفون [ بالضبط ] إلامَ تحتاجين و متى تحتاجينه ..

ولا يسعني سوى التساؤل ...كيف عرفتم كل هذا عني ؟ وكيف تركت كلماتكم كل هذا الأثر في حياتي ؟ ومتى ...سألتقيكم؟

* هذه الخاطرة كتبت بعد الاستماع لاحدى قصائدي المفضلة وهؤلاء الغرباء هم الأبطال الوهميون للروايات والقصائد التي تغمرني و أغمرها حين اقرأ اول سطورها .

تناقضات غربة

20.2.12

كبرنا

قبل عدة سنوات ...
كنا نسعد جدا لسماع خبر خطوبة احدى صديقاتنا  .. كنا نتصل بها فورا و نطالب بمعرفة لماذا و اين و متى و كيف! ثم نتحدث عن مشاريعها و خططها المستقبلية مع سعيد الحظ .
وبالتدريج .. وعندما ازدادت الخطوبات و الأعراس .. تبدد الشعور بالفرحة العارمة و المفاجأة .. بشيء من الحزن .

ليس الحزن لأننا سنفارق بعضنا , لا أظن بأن هذا سيحصل - لكن الحزن لأننا... كبرنا!
كبرنا بدون ان نترك في طفولتنا اثارا .. ولا تركت الالوان اثارها على ايدينا .. ولا تركت جروح الشارع وكرة القدم ذكرى بأقدامنا.. ما عدت ارانا نبكي ثم  نبتسم كلما اخفقنا في صنع مجسم لبناية.. ولا عدنا نضحك ضحكا هستيريا قبل امتحان نصف السنة لاننا لا نذكر من المادة شيئا!
اين رحلنا عنا ؟ و متى سنجدنا؟

اعلم بان هذه هي "سنة الحياة" كما يقولون , وأدرك انني ربما اشتاق لاشياء لو عادت لن تعني لي شيئا..فعندما تجمع نفس الاشخاص في نفس المكان مكررا تفاصيل الذاكرة ..لن تستعيد الشعور الذي كان يغمرك
فالسعادة التي عشتها هناك و حينذاك لا يمكن ان تستنسخ .. لك فقط ان تصنع سعادات أخرى.

عسى الله ان يجعل ايام صديقاتي سعادة .. وذكريات :)

تناقضات غربة

14.2.12

في يوم الحب ...


رسالة حب
لم أجب عن اسئلتهم اليوم عندما صرحوا لي جميعا بانهم سيرسلون رسائل حب تقليدية عن طريق البريد الى احبائهم ... لم أجبهم ان كنت اريد ان ارسل رسالة انا ايضا ... استصعبت العنوان!
لم يدركوا يا حبيبتي انك أمية لا تقرأين ... انك ساذجة لا تدركين  ! انك بليدة كعصر حجري و متغطرسة لا ترين!
لم يدركوا انني حين ارسلت اليك قلبي ... نفيتيه و شردتيه و غربتيه!
لم أشتاق اليك ... قلت لهم! و صرخت بأعلى صوتي انني لا احبكِ .... ولست تستحقين مني رسالة و لا قصيدة ... ولا دمعة تغير مجرى الحبر فوق الورق و لا حتى بأحمر شفاه على ورقة صفراء معنونة بأسمك !
لم أحن اليكِ ... ولا الى سهرة على دجلتك !

حتى قاطعوا حديثي فجأة ...
كذبت في كل ما قلت ! يا متناقضة


أشتقتكِ ...

تناقضات غربة

8.2.12

أنا و البحر...وصوتك



في بلادنا العربية, تحتاج الفتاة الى دهاء دكتاتور و عقلية فيلسوف كي تستطيع ان تختلي بنفسها ... لتفكر!
لتفكر فحسب!

حين يمنعها مجتمعها و حارتها و سكان و شارعها و مدينتها و ذاكرتها بأن تضيع في مدينة ما -أية مدينة- لوحدها !
لا اتخيل اية فتاة عربية تستطيع ان تصرح بأنها ذاهبة اليوم كي "تتمشى" في شوارع بغداد أو القاهرة , لتصافح تمثال أبا نؤاس أو تسلم على جامع سيدنا الحسين ...فحسب, بدون هدف آخر.

وإن كنتِ ممن يسمح لها محيطها ومدينتها لها بذلك فهنيئا لك .
أما أنا, لأني أتنفس التفكير والحلم و المدن! أتخذت من "المشي" أهم هواياتي .
من أخترع "رياضة" المشي لم يخترعها لانه كان يريد ان ينقص وزنه او ان يستعيد لياقته البدنية ! من أخترعها عزيزي القاريء كان يود ان يسمع صوت عقله , وصوت البحر...وصوت كاظم الساهرو تميم البرغوثي فقط!

من اخترع رياضة المشي كان يحب ان يتتبع آثار اقدام لناس لم يرهم و لن يعرفهم, كان يحب أن يختلط توقيعه بتوقيعهم و يخترع لهم قصصا و تاريخا و جغرافية و ذاكرة!
لا لم يكن رياضيا .. بل كان كاتبا!

المشي على الشاطيء هو المنفذ الوحيد لأفكاري و اليك ولقلمي .. أما اذا كان هذا الشاطيء فارغا فاعلم بان هذا اليوم صنع خصيصا اليك ... لتكتب!
البحر- أو دجلة-  عنصر لا بد منه في حياتك .وإلا لمن ستبوح بأسرارك ومن سينقح قصائدك ؟ اين ستقرأ رسائل غرامك؟

شكرا ايها البحر ... وشكرا لصوتك .


تناقضات غربة





7.2.12

مذكرات بغداد - اليوم الأخير


إني أحبك...رغم ما كان

انتهت رحلتي في خبايا النفس اليوم كما انتهت رحلتي فيك حبيبتي  .. رأيت ما سرني و ما لم يسرني ما ارهقني و ما فرحني و ما استرخص دمعي .. رأيت ما ابكاني و ما جعلني ابتسم .. ثم رأيتك انت
انتِ فحسب...
رأيتك على حقيقتك صافية عندما حدقت بدجلة .. و تحدثت معه !
قال لي الجواهري ذات يوم ان دجلة أنثى! حيث حيا سفحها عن بعد الا انني اعتقده مخطئا فهذا النهر حدثني و هذا النهر صافحني و هذا النهر أخبرني بأنه أقوى من كل قوي في بلادنا .. و احلى من كل وسيم
هذا النهر الشامخ – على الرغم من قلة مياهه- جواد! سقى احلامي اليوم بغزارة و سقى عطش ذاكرتي , تغزل بفستاني البنفسجي و بعينيَ السوداوين .. أعادني الى ايام كنت اقرأ فيها عنه و اتخيلنا نرقص معا..أحلم بأنغام الاغنية التي سنرقص عليها و بهمساته بأذني .. بعطره متخلخلا حواسي و بقطرات من عبيره على شعري المتطاير.
أنه اكثر من نهر .. انه حياة ..أسبق لك أن رأيت نهرا يرقص و يغني و يغازل عزيزي القاري؟
لم يكن لي وجود قبلك و لا سيكون لي مستقبل بدونك , ستبقين دائما في خيالي استلهم منك شجاعة و مقاومة اكبر من عمري ! و سأستمد منك الما اطول من دجلة!

ودعتك اليوم بقبلة على الجبين وبهمسة في الاذن و برعشة في الكلام و بهذيان في القلب كأنك اصبحت في هذه الرحلة صديقتي و حبيبتي وابنتي و أمي و ..ذاكرة روحي.
رغم السنوات الضوئية التي تفصلنا و رغم الامل و الالم و الحب و الحرب...أحبك
رغم كل من احترمتِ و احتقرتِ  بسبب او بغير سبب...أحبك
رغم كل من قتلت و عذبتِ و دفنتِ وغربتِ ...احبك
رغم كل ما فعلت و لم تفعلي ما أرًختِ ولم نؤرخي ... أحبك

رغم البعد .. ستبقين يا بغداد حبيبتي
حماكِ الله ...

تناقضات غربة

6.2.12

مذكرات بغداد - اليوم الثامن


شارع ذكرياتي وحدي أمشيه ...
في رحلتي عبر شوارع الذكريات في بغداد صادفت العديد من الناس الذين كنت اعتبرهم أصدقائي , مثلي الأعلى و في بعض الاحيان حب حياتي .
كنت صغيرة جدا وكان اعجابي الطفولي  يدوم ليوم او ليومين ثم يظهر اعجاب  اخر يمحيه وكانوا جميعهم يكبرونني بعشرات السنين و بذاكرة  وطن مجروح .. وعمر مسروق.
التقيت بعضهم اليوم .. كانوا اجمل و كانوا انقى و كانوا أكبر..او كنت انا اكثر تمعنا هذه المرة؟
كان كل منهم يرى فيَ عمرا ضائعا وبصيص امل من بعيد.. كان كل منهم يرى في عينيٌ حلما منسيا يمكن ان يسترد باستبدال اسمي ب "طفلة" او استبدال المصافحة بقبلة على الرأس و الكلام بلعبة "مونوبولي" تذكرنا بأيام ما عادت موجودة... كان كل منهم يرى في  وجودي الذاكرة الاخرى .
ألم أقل لك عزيزي القاريء اننا جيل بذاكرتين؟ و ان بغداد ما عادت تحتمل جيلا مثلنا؟
التقيت بعضهم اليوم ... كانوا أجمل و كانوا انقى و كانوا اكبر
كانوا اكثر قدرة على ان يحبوا و يكتبوا و يحلموا ... ويرقصوا !
احببتهم بجميع مراحل حياتهم وبقدرتهم العجيبة على المقاومة .. مقاومة ظروف هذه الحياة الغريبة فمن مهندس الى ضابط الى رجل اطفاء كانت رحلته بين المحطات العابرة .. ولم يستقر حتى الان و لم  يكف عن المقاومة . وما زلت معجبة بشخصه و قدرته على التحمل .. والحركة! والغناء بصوت أجش يأسر السامع خارج الزمن وينسيه التوقيت!
لكنني هذه المرة كنت أتحاور مع نفسي فحسب..امشي الشارع لوحدي فما عاد احد منهم يمسك بيدي كي نعبره  و ما عاد احدهم يهديني دمية اعجبته و ليس له طفلة ليهديها لها... ما عاد احدهم يغني امامي او يناديني باسم ولد او يضايقني بنكتة .. ما عاد احدهم يراني طفلة بدون ذاكرة .
اصبحت ماضيا لذاكرة كانت كل احلامهم .. فأمست تذكرهم بحاضرهم ذو الاحلام المنسية!
مشيت الشارع وحدي اليوم ..بدون يد تمسك يدي الصغيرتين لنعبر.
وعبرت...

تناقضلت غربة





4.2.12

مذكرات بغداد - اليوم السابع


آميــــــــــــــــن...

حاولت جاهدة ان لا اكتب كلمات كهذه, لكننا لا نتحكم بما نكتب كل الوقت لذا..........
وما كل نفس حين تلقى حبيبها تسر ... ولا كل الغياب يضيرها
فإن سرها قبل الفراق لقاءه ... فليس بمأمون عليها سرورها
اليس هذا ما كتبه الرائع تميم البرغوثي حين زار حلمه , و ها انا ازور حلميو ابعثر في طيات ذاكرتي وارى ما لا اريد ان اراه !
يوم الجمعة .. اسمع خطبة في منتهى الجمال و دعاء ينزل الدموع من اقوى الاقوياء عن وحدة الصف بين السنة و الشيعة ووحدة الكلمة و المصير بين المسلمين و ان وطننا هو اهم ما يجمعنا و هذه الارض التي نطأها هي اجمل ما فينا!
فأقول اللهم اميـــــــــــــــــــــــــــــــــــن...

ثم تنتهي خطبة الجمعة و نذهب لنلتقي باصدقاء قدامى كانوا تجربتنا الاولى في السفر و السيارات و الجبال و الغيوم و حتى الجمال!
وتبدأ السهرة بأحاديث جانبية عن ماضٍ لم يعشه اي منا ثم عن ماضٍ عشناه و عن حاضر يكرهه كل المتحدثين منا الا اولئك الذين يلتزمون الصمت لأن دواخلهم اكثر ضجيجا مما يسمعونه .. اولئك الذين يقدرون الماضي و الحاضر بكل مساوئه لانه هو الذي شكلهم و اعطاهم صوتا حتى و ان كان على طريقة الهمس .
اولئك الذين فضلوا الصمت البارحة كانوا اكبر الرابحين .. لان كل ما سمعته كان على طريقة خطبة جمعة – مسيسة!
ندعو للسنة و الشيعة و العرب و الاكراد و المسيح ثم لا يعجبنا كلام كرار و عثمان و جورج و سيروان!
نسافر مع علي و عمر ثم نطعن احدهما و نردي الاخر قتيلا بكلامنا!
ثم نعود و ندعو للسنة و الشيعة و العرب و الاكراد و المسيح و ان يوحدنا الله و يجعلنا احسن من امريكا و اسرائيل و الصفويين و الارهابيين! ثم نهد هذا كله بكلمة واحدة !
ما الذي جعلنا اقبح و اغبى ؟ ما الذي حل بنا و افقد ارواحنا الوانها؟ ما الذي اصابنا غير الغزو! من نحن؟
تساؤلات اطرحها عليك لانك انت اول من سمعني "سلمتك بيد الله يا محملني اذية" .. سلمتك يا وطني بيد الله

كافي أذية!



تناقضات غربة

2.2.12

مذكرات بغداد - اليوم الخامس


على مفترق الطرق...
بعد غياب دام لاكثر من ستة سنوات , التقيتهم اليوم .
اصدقاء الزمن الجميل , تحادثنا فيما حدث و ما لم يحدث , فيما سمعنا و رأينا و فعلنا و لم نفعل في سنواتنا الماضية الا اننا تركنا شيئا واحدا ما تطرقنا له ... الرحلة.
كيف وصلنا نحن الثلاثة في يوم كهذا ولكل منا قناعاتها السياسية المختلفة وارائها الدينية وحتى الفنية المتناقصة : كيف شكلتنا الحياة كل ببلد مختلف و بأختصاص مختلف لنصبح كمثلث متساوي الاضلاع : نكمل بعضنا الا اننا على ثلاث جهات مختلفة لا تلتقي ابدا!
كانت كل منا تخفي بداخلها اسئلة اكثر من التي طرحتها , كل منا تريد ان تعرف كل ثانية غابت عنها عيناها و كل صوت سمعناه بدونها و كل كلمة نطقناها بغيابها .. كل منا كانت تريد ان تسترد العمر الذي ضاع منها بعيدا عن الاخريات .
لكن .. اليس هذا حالنا جميعا؟ كلنا نريد ان نسترد الاعمار التي سرقت منا بعيدا عن رفاق دربنا , من كنا نعتقد انهم من سيحضرون افراحنا و احزاننا , دموعنا و ضحكاتنا و حالاتنا الهستيرية ... ثم تغير ساعة واحدة مجرى حياتنا كله و يسجن الزمان في المكان ! و نسجن نحن خارجه !
حتى اليوم .. لم أظن ان احدا يستطيع ان يرد لي العمر الذي قضيته بعيدا عنهم ... حتى اليوم لم اعتقد انني ساعرف عنهم ما سرقه الزمن مني
الى ان قرأت ما كتبنه ... القلم وحده سيرد لك ما ضاع منك
فاكتب ...

1.2.12

مذكرات بغداد - اليوم الرابع


رحلة...الى عقل جدي
سياسي محنك و متعصب للاسلام ... ماركسي و قومي عربي ومتحفظ ... يعشق نجيب محفوظ واحسان عبد القدوس , جورج حنا و المتنبي و ايليا ابو ماضي...يطالع في القانون و السياسة و الدين و التجارة و الشعر و المسرحيات و الادب !
من انت؟
ذهبت اليوم لأستكشف خبايا مكتبة كنت ارى اصابع جدي تعتني بكتبها عندما كنت في السادسة من عمري , كنت اراه يقضي ساعات و ساعات في ترتيب رفوفها و تجليد كتبها و فهرسة عناوينها .. ثم ما ان يحل المساء حتى تلامس اصابعه -كعازف موسيقى على اوتار عوده - بعناية شديدة كتبه و مجلداته ثم يذهب لتحضير فنجان قهوة سادة و يتخذ مقعدا في مكتبه ...و يغرق! و كأنه ليس في عالمنا .. وكأن له ملكوت خاص به يستطيع هو وحده الدخول و الخروج منه حين يشاء .
كنت اراقبه عن كثب و هو يظن بانني مشغولة في علبة الالوان التي وضعها امامي , كنت ارى ملامح وجهه تتغير مع كل سطر تعبر عليه عيناه و كأنما هو بطل الروايات او كاتبها ! كأنما هو طه حسين في الايام أو غاندي في رحلته !
أاخبرتك عزيز القاريء؟ وجدت قرابة السبعة كتب اليوم عن غاندي وسيرة حياته – وقد بحثت في ربع المكتبة فحسب- لا بد ان جدي كان يعتز بشخص كغاندي .
اورثت حب القلم و الكلمة منك يا جدي؟ اتراك كنت تعلم بانني سافتش في ذاكرة كتبك ذات يوم عن كتاب يضمني و يعيدني اليك؟ ام حسبت بانني كنت منشغلة بالالوان فقط؟
لا يا جدي .. ما عدت احب الالوان الخادعة , اريد زمنك الابيض و الاسود لاعيشه  وأعايشه فقد اتعبتني كثرة الالوان في زمننا هذا , اريد الوضوح ام انني اطلب الكثير يا ترى؟
هل كنت متناقضا مثلي يا جدي؟ و الا لم اراك تقرأ الغزالي و محمد الصدر ثم تتبعهما بماركس و روسو !؟
ام كنت مثلي يا جدي لا تجد وضوحا في زمنك الموحد اللون ؟ هل كنت قوميا ام اشتراكيا ام ماركسيا ام اسلاميا متعصبا؟
ذهبت لافتش عن مذكرات لك علي اجد بعضا من الضوء في بقعة الظلام التي تركتها – وتركها الزمان – لي! الا انني لم اجد شيئا ! ليتك كتبت يا جدي .. ربما كنت وجدت بعض الاجوبة .

ولكن ... ما الانسان من دون اسئلة على اية حال.


تناقضات غربة